• 23 Nov, 2025

تشهد مدينة حمص اليوم نشاطاً شبابياً متزايداً في مجالات مختلفة، من التطوع والخدمات الاجتماعية إلى الفعاليات الثقافية والفنية، ما يجعل الشباب محركاً أساسياً للتغيير المجتمعي والتنمية المحلية.هذه الحركة تعبّر عن رغبة جيلجديد في المشاركة الفاعلة داخل مجتمعه، وتحمل في طياتها فرصاً لتطوير المدينة على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي

من أبرز هذه الأنشطة التطوع في الأحياء الشعبية، حيث يقوم الشباب بتنظيم حملات نظافة وإعادة تأهيل المرافق العامة مثل الحدائق والملاعب ومراكز الشباب. هذه المبادرات، التي يقودها متطوعون من طلاب المدارس والجامعات، لا تعزز الوعي البيئي فحسب، بل تعمل على غرس شعور بالانتماء والمسؤولية تجاه المدينة. كما يسهم التطوع في تعزيز العلاقات بين أفراد المجتمع، ويخلق بيئة تعاون وإيجابية بين مختلف الفئات العمرية

على الجانب الثقافي، تنشط الجمعيات والمراكز الثقافية في حمص بتنظيم ورشات للشباب تشمل الرسم، المسرح، الخطابة، والإبداع الرقمي. هذه الفعاليات تمنح الشباب مساحة للتعبير عن أفكارهم ومواهبهم، وتشجعهم على المشاركة في الحياة العامة بطرق مبتكرة. كما أن ورشات النقاش وجلسات الحوار تساعد على بناء وعي مجتمعي حول قضايا متنوعة، من التعليم والصحة إلى البيئة وريادة الأعمال

اقتصادياً، يساهم الشباب في إحياء السوق المحلي عبر إنشاء مشاريع صغيرة، مثل ورشات الحرف اليدوية، المقاهي الثقافية، ومتاجر المنتجات المنزلية. هذه المشاريع تمنح الشباب خبرة عملية وفرص عمل، وفي الوقت ذاته تدعم الاقتصاد المحلي وتعزز فكرة الإنتاج الذاتي والمبادرات المجتمعية. الأسواق الأسبوعية التي ينظمها الشباب باتت نقطة تجمع هامة، تجمع بين التجارة والترفيه والتواصل الاجتماعي

كما أن المنصات الرقمية والاجتماعية لعبت دوراً مهماً في نشر المبادرات الشبابية، حيث يستخدم الشباب وسائل التواصل لتوثيق أعمالهم، تشجيع الآخرين على المشاركة، وتبادل الخبرات. هذه الأدوات الحديثة سمحت بتوسيع نطاق تأثير المبادرات لتشمل شرائح أكبر من المجتمع

في الختام، تشكّل الأنشطة الشبابية في حمص نموذجاً حياً للقدرة على التغيير الإيجابي من داخل المجتمع. فهي ليست مجرد نشاطات ترفيهية، بل أدوات قوية لبناء وعي مجتمعي، تطوير مهارات الأفراد، ودعم الاقتصاد المحلي. الشباب في حمص اليوم يثبتون أن المشاركة والمبادرة يمكن أن تصنع فرقاً حقيقياً، وأن أي مجتمع قادر على التقدم حين يمتلك جيلاً نشطاً ومؤمناً بدوره في التغيير